نظرية انتشار قاع المحيط في القرآن

طات



المدلول العلمي للجبال في القرآن: تؤدى الطفوح البركانية إلى إزاحة جوانب قيعان البحار والمحيطات في ظاهرة يسمها العلماء اتساع قيعان البحار والمحيطات ولكن العلماء لاحظوا أن محيط الأرض ثابت برغم أن بعض القيعان يتسع بمعدل يتراوح بمعدل بين 1 و 3 سنتمترات سنويا وهناك أجهزة قياس في باب المندب تقيس ذلك فظاهرة صعق أعالي البحار والمحيطات تتحرك تحت القارات بنفس معدل اتساع أواسطها وحينما تتحرك قيعان البحار والمحيطات تحت القارات تتكون جيوب في أعماق قيعان البحار والمحيطات....... مرحلة تكون الجبا
ل في هذه
الجيوب تترسب كميات هائلة من الصخور الرسوبية وحينما يتحرك قاع المحيط تحت القارة يمر بدرجات حرارة عالية فينصهر ولو انه انصهار جزئي ثم يدخل في داخل الطبقة اللدنة شبه المنصهرة هذه فيزيح كميات منها فيؤدى إلى زيادة المداخلات النارية ويؤدى زيادة نشاط البركان ويختلط ذلك كله بالكم الهائل من الصخور الرسوبية ليتكون في هذا الجيب ما نعرفه بالجبال وحينما تتكون السلسلة الجبلية فإنها تعمل تماما كالمسمار الذي يخلط مادة القارة بقاع المحيط وتمر هذه العملية بمراحل مذهلة للغاية تبدأ بظهور جزر بركانية في قيعان البحار والمحيطات وتظهر هذه الجزر وهى قمم للسلاسل الجبلية المتكونة فوق قيعان البحار والمحيطات مثل جزر هاوي وجزر الفلبين وجزر اندونيسيا ... كل هذه الجزر عبارة عن قمم لسلاسل جبلية بركانية هائلة . وتصطدم هذه الجزر ببعضها لتنمو ثم تصطدم بالقارة لتكون سلاسل جبلية مثل جبال الانديز في أمريكا الجنوبية وقد تصدم قارة بقارة ويستهلك قاع المحيط بينهما بالكامل ، كما حدث في جبال(( الألب )) وهى المرحلة التي تتكون فيها أعلى القمم الجبلية وعندها تتوقف الحركة تماما وتظهر للقارات مساحة صالحة للحياة ، لأنه لو استمر هذه الحركة لما أمكن لتربة أن تتجمع ولا لنبتة أن تظهر ولا لطريق أن يرصف. لولا الرواسي ما كانت الأنهار
يمن علينا ربنا تبارك وتعالى في آيات كثيرة بإرساء الأرض بالجبال " والجبال أرساها ، متاعا لكم ولأنعامكم" ( سورة النازعات الآيتان 32و33 وتذكر الآيات القرآنية الإرساء وهى آيات كثير فتقرأ مثلا في سورة الرعد قول الله تعالى " وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وانهار ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهار إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون ( سورة الرعد الآية 3) ففي قوله تعالى "وجعل فيها رواسي وأنهارا" ، ربط بين الرواسي والأنهار لأنه لولا الرواسي ما كانت الأنهار . ونقرأ في سورة الحج قوله تعالى " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون ( سورة الحجر الآية 19 ) وهى تتحدث عن الربط بين الرواسي والإنبات. وفى سورة النمل يقول ربنا تبارك وتعالى " وألقي فى الارض رواسي أن تميد بكم وأنهار وسبلا لعلكم تهتدون ( سورة النحل الآية 15) وفى سورة الأنبياء يقول تبارك وتعالى " وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون ( سورة الأنبياء الآية 31) كذلك انظروا إلى قول الحق جل جلاله " رواسي أن تميد بهم " والميدان هو الاضطراب. دلائل الرواسي في القران لرسول الله صلى الله عليه وسلم حديث رائع في مسند احمد بن حنبل يقول فيه عندما خلق الله الأرض جعلت تميد فأرساها بالجبل . أظن انه لا يوجد وضوح أكثر من هذا علما بان المفسرين القدماء اختلفوا في معنى الإرساء هذا اختلافا كبيرا . ونقرأ في سورة النمل قول الله تعالى " أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا (الآية رقم 61) ونقرأ في سورة لقمان " خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم " الآية 10 وفى سورة فصلت " وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين الآية 10 وفى سورة ق " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من زوج بهيج" الآية 7 وفى سورة المرسلات " ألم نجعل الأرض كفاتا ، أحياء وأمواتا وجعلنا فيها رواسي شامخات و أسقيناكم ماء فراتا" الآيات من 25 إلى 27 وفى سورة النازعات " والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها متاعا لكم ولأنعامكم "، الآيات من 30 إلى 33. عملية الدحو هذه يتخيل بعض الناس أنها "التكوير" وهذا غير صحيح لان ابن عباس عليه رضوان الله حينما سئل: ما معنى دحاها؟ قال: فسرها ما جاء بعدها " أخرج منها ماءها ومرعاها". أصل الماء العلم يؤكد
الآن أن كل الغلاف الغازي للأرض وكل ما على الأرض من ماء وفى غلافها من بخار ماء كله من جوف الأرض أنظروا إلى دقة التعبير القرآني " والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها" ولم يصل العلماء إلى هذا التصور إلا في العقود القليلة الماضية.
فقد كانت هناك تصورات كثيرة في مختلفة لأصل ماء الأرض ونقرأ في سورة الغاشية قول ربنا تبارك وتعالى " أفلم ينظرون إلى الإبل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت" الآيات من 17 إلى 19. فأصل الماء هو في جوفها وانتصاب الجبل على سطح اليابسة إنما هو من أعظم المعجزات ، فالجبل بارتفاعه البسيط فوق الأرض يندفع بنحو 10الى 15ضعف هذا الارتفاع ليخترق الغلاف الصخري للأرض ثم يطفو في هذه الطبقة وهى طبعة لدنة منصهرة عالية الكثافة عالية اللزوجة فتحجبه بذلك قوانين الطفو وهى التي تؤدى إلى انتصابها فوق سطح الأرض ولولا هذا ما قام الجبل على الإطلاق ولذلك فان ربنا يشير إلى هذا في كتابه العزيز " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت " سورة الغاشية الآية من 17 الى 19. ونطالع في سورة فاطر إشارة لطيفة جدا يقول فيها الحق تبارك وتعالى " ألم ترى أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألونها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك أنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور " الآيتان 27 و28. ولكن لماذا هذه الألوان ؟ .. لان الغالبية العظمى من مادة غلاف الأرض أما مكونة من صخور جرانيتية يغلب عليها اللون الأبيض أو الأحمر بدرجات متفاوتة أو صخور قيعان البحار والمحيطات وهى صخور داكنة سوداء يغلب عليها الحديد والماغنسيوم وهذه حقائق لم يدركها الناس إلا في سنوات متأخرة للغاية ويغطى ذلك بساط رقيق من الصخور الصخور الرسوبية ومن التربة لكن الغالبية العظمى من الأرض بين هذه الالوان الثلاثة ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها " هذه مادة القارات والغرابيب السود هى مادة قيعان البحار والمحيطات والصخور التي تنطلق من البراكين ، هذه أعظم تقسيمات للصخور. آية حركة الجبال الآية الأخيرة فى
هذه المجموعة هي آية حركة الجبال ، ونقرأها فى سورة النمل " وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شئ انه خبير بما تفعلون " آية 88 وهى كناية لطيفة عن دوران الأرض حول محورها أمام الشمس . إن كل الإشارات القرآنية الى حركة الأرض عبارة عن إشارات تأتى في صياغة لطيفة لا تذهل ولا ترهب الناس في وقت تنزل القران الكريم ، يفهم منها أهل العصور المتتالية منذ زمن التنزيل بقدر استطاعته ، وتبقى الحقيقة القرآنية صحيحة فكل إشارة إلى كروية الأرض والى دوران الأرض والى حركات الأرض المختلفة إشارة لطيفة لا يفزع منها أهل البادية في وقت نزول القران الكريم منها. هذه المجموعة الأربع من الآيات هي المجموعات التي تتعلق بالطبيعة العلمية البحتة للجبال وهناك كما أشرت ، قضايا أخرى عرضت لها، أما بقية الآيات فلا يتسع المقام لتناولها، وأردت بذلك أن أؤكد على أن الإعجاز العلمي للقران حقيقة ثابتة لان القران كلام الله الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته وحينما يشير الخالق إلى خلقه لابد أن تكون هذه الإشارات هي الحق المطلق الذي لا يمكن للعلم البشرى مهما أوتى من أسباب الفتح لا يتجاوز هذا الفهم ولذلك لو وعى المسلمون هذه الحقيقة لسبقوا غيرهم من الأمم في اكتشاف الكثير من سنن الكون وحقائقه ولكن يبقى لنا دور مهم في الإشارة إلى هذه القضايا تثبيتا لإيمان المؤمنين ودعوة المشركين والكافرين بأسلوب إثبات الإعجاز العلمي للقران الكريم وهو من أعظم أساليب الدعوة إلى الله في عصرنا هذا. ودعوني اذكر لكم أنه حينما طرح هذا الموضوع في مؤتمر موسكو للإعجاز العلمي إذ بأحد كبار العلماء الروس يقف في المؤتمر ويشهد أن " لا إله إلا الله وان محمد رسول الله " وإذ بأربعة من المترجمين أتوا ليشهدوا أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله وقد بلغنا ونحن في مكة المكرمة أن عدد العلماء الروس الذين شهدوا أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله بالبحوث القليلة التي طرحت في هذا المؤتمر وصل إلى 27 من قمم العلماء.